مستقبل ابتكار عالم المطارات في مسقط
اختتم المشاركون في “مؤتمر ومعرض ابتكار المطارات”، اليوم جلسات العمل بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض الذي استضافته سلطنة عُمان ممثلة في “مطارات عُمان” بالتعاون مع مجلس المطارات العالمي.
وناقش المشاركون على مدى يومين، العديد من أوراق العمل خلال جلسات نقاش حيوية عن مستقبل الابتكار من خلال التركيز على أحدث الاتجاهات والتطورات التكنولوجية، وقدّموا عروضًا مرئية، بحث خلالها الرؤساء التنفيذيون والخبراء من مطارات العالم، الجاهزية، وعوالم الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات المصممة لتحسين تجربة السفر والممارسات العملية في قطاع المطارات.
فيما استعرضت 14 مؤسسة عالمية أحدث منتجاتها المخصصة للمطارات في المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر ويشارك فيه -إلى جوار الشركات العالمية- العديد من شركات التقنية الناشئة المحلية، لاستعراض ابتكاراتها في مجال الطيران والمطارات.
وتطرقت جلسات اليوم الثاني إلى استراتيجية العلامة التجارية والابتكار كخطوات جديدة للعلامة التجارية التي تركز على الزبائن، في ظل التطور الذي تشهده المطارات في العالم خاصة وأنها لم تعد مجرد مراكز عبور إلى وجهات آسرة لكل من المسافرين وغير المسافرين على حد سواء.
كما تطرق المشاركون إلى إيجاد بيئة ديناميكية مريحة من خلال عرض الفن والثقافة كطريقة أخرى لإيجاد شعور بالمكان والعملية الكاملة “للرقمنة” والتميز التشغيلي وتعزيز تجربة الركاب داخل بيئة المطار وزيادة التركيز على تحقيق الدخل وتسهيل تحسين التكاليف وتقليل البصمة الكربونية.
كما ناقشت جلسات المؤتمر، دور المطارات في إنشاء مختبرات ومراكز الابتكار في محيط المطار بهدف تحقيق النجاح من خلال المنفعة المزدوجة للمطارات لتنفيذ أحدث التقنيات، من خلال دعم الشركات الناشئة الصغيرة والمطورين لاستخدام المطار كأرض اختبار واقعية من المفهوم إلى التسويق في وقت لاحق، وعرض المشاركون أفضل مشروع ناجح تتم رعايته من هذه المراكز.
وتطرقت جلسات العمل إلى البيانات في قطاع المطارات لتحسين الأداء التشغيلي، وزيادة تطوير تجربة الزبائن، وزيادة تدفقات الإيرادات الجديدة.
كما تطرقت حلقة نقاشية حول إدارة المخاطر لتحقيق الاستدامة والمرونة في أعمال المطار، بما في ذلك الطاقة المتجددة والحفاظ على المياه والحد من النفايات، الأمر الذي يخفف من المخاطر بشكل فعال ويعزز مرونة المطارات.
وتطرقت جلسة النقاش حول “رؤى قيمة التنقل من المخاطر الرئيسة التي تواجهها المطارات”، مثل الكوارث الطبيعية والإرهاب والتهديدات السيبرانية، واكتشاف دور إدارة المخاطر والتأمين في التخفيف منها، لإيجاد بيئات مطار مستدامة ومرنة.
وعن دور “الذكاء الاصطناعي التوليدي” كفرص جديدة لإدارة المطارات لتعزيز تدفقات الإيرادات غير الجوية تطرق المشاركون إلى أهمية الاستفادة منه في إنشاء مفاهيم مستهدفة للبيع بالتجزئة وإعادة تصميم منصات الإعلان الرقمي الديناميكية، مما يسمح للمطارات بتخصيص العروض الترويجية والشراكات في الوقت الفعلي استنادًا إلى تدفق الركاب واتجاهات السفر الموسمية ومصادر البيانات الأخرى.
وتطرق المؤتمر كذلك إلى تأثير البصمة الكربونية لرحلات الأمتعة، مشيرين إلى التركيز على الحد من التأثير البيئي لإزالة الكربون من صناعة الطيران بشكل كلي.
كما تطرقت جلسات العمل إلى دور التكنولوجيا كواحدة من الوسائل الأساسية لتحقيق نظام نقل أكثر خلوًّا من العوائق، من خلال تنفيذ حلول مبتكرة لتسهيل رحلة الركاب ذوي الإعاقة وذوي الحركة المحدودة حتى تسهم المطارات في إحداث تجربة سفر سلسة من خلال مسارات جديدة.
وناقش قادة المطارات خلال يومي المؤتمر كيفية تضمين ثقافة الابتكار داخل النظام البيئي للمطار والتحديات التي يواجهونها من خلال تشجيع الابتكار واعتماده في جميع أنحاء المطار، والتوازن بين اعتماد الأفكار المبتكرة وتكييفها، حتى يزدهر في جودة عملياته وخدماته.
وفي ظل اتجاهات الصناعة والتقنيات الجديدة التي تشهد حالة تغير مستمر، ناقش المجتمعون كيفية بناء مطار ذكي أخضر سهل التوسع وبسيط في الهندسة المعمارية، اعتمادًا على أقصى درجات الخبرة وعبر استخدام الجيل التالي من جميع الحلول الشبكية البصرية وحلول محيط أجهزة الاستشعار البصرية استنادًا إلى توقعات الخدمة.
فيما تطرقت جلسات المؤتمر إلى دور مشغلي المطارات في زيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة في المستقبل لتبسيط العمليات وتقديم تجربة سفر فريدة.
يُذكر أنّ الذكاء الاصطناعي أخذ يشهد تزايدًا في تطبيقه في العديد من الجوانب من قبل المطارات لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز تجربة الركاب بشكل عام، سواء خدمة روبوتات الدردشة، وتتبع الأمتعة في الوقت الفعلي، والتعرف على الوجه لتسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة.